الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة الفيلم الوثائقي «كسكسي.. حبوب الكرامة» للحبيب العايب يكشف كيف أصبحت تونس تعاني من الاحتلال الغذائي

نشر في  24 أفريل 2018  (12:50)

كشف الفيلم الوثائقي «كسكسي.. حبوب الكرامة» الذي أخرجه الحبيب العايب وعُرض باحدى قاعات العاصمة بمبادرة من مرصد السيادة الغذائية والبيئية في اطار الاحتفال باليوم العالمي لنضالات الفلاحين، كشف عن حالة الاحتلال الغذائي التي تعاني منها بلادنا وذلك من خلال عرض مجموعة من الشهادات التي أكّدت كلّها كيف تمّ التخلي عن البذور التونسية الأصليّة وتعويضها بحبوب مستوردة ممّا جعل بلادنا خاضعة فلاحيا لمشيئة كبرى الشركات الفلاحية الأجنبية.

وانتقد جل الفلاحين الذين استجوبهم الحبيب العايب اخفاق الدولة في التعاطي مع الشأن الفلاحي حيث اصبحت هذه الأخيرة تتعامل بسلبية مع الفلاحين وخاصّة الصغار منهم، وذكر أحد المتحدّثين انّ زيارات مبعوثي وزارة الفلاحة (من أطباء وبياطرة) تقلصت بشكل مريب منذ الثورة مما تسبب في تدهور جودة المنتوجات كما تدهور جودة الأراضي المزروعة.

وأجمعت كلّ الشهادات الواردة في الفيلم التوثيقي على تردي الأوضاع الفلاحية بتونس حتى انّ أحدهم قال  مستهزئا اننا سنضطرّ قريبا الي توريد الخبز من ايطاليا.

وبيّن الفيلم انّ تونس فقدت العديد من حبوبها الأصلية مثل الـ«محمودي» و«البسكوي» و«جناح الخطيفة» والتي عوضت بحبوب مستورة اقل جودة، وحتى الأسمدة فقد باتت هي أيضا مستوردة وتتحكّم فيها الشركات الأجنبية. وهو ما يطرح استفسارات أساسية تتعلق بفقدان استقلاليتنا أو بالأحرى سيادتنا الغذائيّة.

وهنا تجدر الإشارة الى الدور الايجابي الذي يحاول ان يلعبه البنك الوطني للجينات في المحافظة على الحبوب التونسية الأصلية وقد توجه المخرج الحبيب العايب بالشكر للباحث بالبنك أمين سليم الذي قدّم هو أيضا شهادة في الفيلم.

وشُفع عرض الفيلم بنقاش شدّد فيه الحبيب العايب على أهمية الحبوب الأصليّة التونسية التي ضاع عدد منها للأبد وبتنا نعيش تحت نوع من الاحتلال الغذائي. كما أخذ أحد مزارعي الحبوب الكلمة ليشدد على انّ أغلب التونسيين غير واعين بالخطر الذي يهدّد الأراضي الزراعية التونسية، كما أكدّ انّ الفلاحين التونسيين أضحوا مهمّشين بعد ان كانت تونس تعرف بمطمورة روما.

وطرح الحضور عدّة نقاط في علاقة بندرة المياه (والتي ستكون موضوع الفيلم القادم للحبيب العايب مثلما أسرّ للحضور بذلك) وبالبذور المعدلة جينيا وبغلاء مستلزمات الانتاج الفلاحي واشكاليات الأسمدة والأدوية الموردة وهي كلها نقاط جوهرية اثارها الفيلم بما يتطلب مراجعة ومعالجة جدّية من قبل وزارة الفلاحة التي يبدو انّ تيار العولمة وتهميش الفلاح جرفاها بعيدا عن مسائل السيادة الفلاحية التونسية.

شيراز بن مراد